كلمة السيد عبد حامد المهباش خلال المنتدى الدولي للمياه في شمال وشرق سوريا

جميع المشاركين في المنتدى الدولي للمياه في شمال وشرق سوريا
نرحب بكم جميعاً ونشكر مشاركتكم في هذا المنتدى الهام والممَّيز بقدر أهمية ما نجتمع عليه اليوم وهو المياه وهذه الكلمة البسيطة الواسعة تساوي بمعناها الحياة فالماء قاطرة الحضارات ومهد النمو والازدهار حيث نشأت التجمعات البشرية وازدهرت على مقربة من مصادر المياه والانهار والبحيرات واقترن وجودها ونمّوها وتطورها باستمرار توافرها والعكس صحيح ولعلَّ تاريخنا في سوريا يشهد على ذلك عندما نذكر نهر الفرات ودجله والخابور والعاصي وبردى.

ولعلكم تتفقون معي على مدى الأهمية البالغة لهذا المورد الطبيعي الذي يستحق من الجميع العمل على رسم السياسات الاستراتيجية المساعدة والفعالة لحسن إدارة هذا المورد للوصول الى الأمن المائي والغذائي المستدام للحصول على الفائدة منه في كافة المجالات اللازمة لاستمرار الحياة .

ولأهمية المياه فقد أفردت الامم المتحدة يوماً محدداً للمياه يسمى اليوم العالمي للمياه و يصادف في 22 آذار من كل عام بدءاً من عام 1993 حيث يعتبر نصف سكان العالم يعيشون في مناطق قد تشح فيها المياه لمده شهرٍ واحد على الاقل سنوياً و قد اقتربت فعلاً معدلات الاستهلاك العالمي اليومي من بلوغ الحد الاقصى للقدرة على التحمل وهذا امر يستحق الوقوف عنده.

وقال: إن القانون الدولي يشير إلى التقاسم العادل للمياه العابرة للحدود الدولية بما فيها المياه السطحية والجوفية وذلك استناداً إلى الوثيقة التي أقرتها الأمم المتحدة في عام 1997 ودخلت حيز التنفيذ في 17 آب 2014 فالنسبة لبلدنا سورية نرى أن الدولة التركية لا تلتزم بالاتفاقية الموقعة عام 1987 حول تقاسم مياه نهر الفرات بحيث كفلت هذه الاتفاقية أن نسبة التدفق عند الحدودهي 500 م3 في الثانية باتجاه الاراضي السورية وهي حصة سوريا والعراق إلا أن نسبة التدفق الفعلية الحالية لا تتجاوز 200م3 في الثانية أي بانخفاض يبلغ 60% من كميه التدفق المتفق عليها حسب البروتوكول الموقع بين سوريا و تركيا.

وهذا له تأثيرات سلبية كارثية حادة على السكان في مناطق الإدارة الذاتية سواء فيما يتعلق بمياه الشرب و الصرف الصحي او الزراعة والري حيث ان سكان هذه المناطق يعيشون على الزراعة في غالبيتهم وحرمان السكان ايضاَ من مورد الطاقة التي يتم توليدها عبر السدود المشادة على نهر الفرات حيث وصلت مستويات التخزين في بحيرتي تشرين والفرات الى ما يعرف بالمنسوب الميت الذي يعني ايقاف عمل السدين ( تشرين والفرات ) بشكل كامل بغية الحفاظ على مياه الشرب بشكل اساسي وتخصيص بعض الكميات القليلة للري ناهيك عن الضرر الذي سيلحق بالأراضي الزراعية من ملوحة وتسبخ وتخريب وكذلك الامراض والأوبئة التي تهدد السكان كالتيفوئيد و الكوليرا و غيرها حيث أن مياه نهر الفرات تشكل نسبة 80 الى 85 % من الموارد المائية لسوريا وبالتالي فإن نهر الفرات هو عصب البلاد المائي.

وأكد” أن تركيا اليوم تستخدم حرب المياه كأسلوب ضغط سياسي ضد الشعب السوري من خلال قطع مياه محطة علوك في راس العين وحرمان سكان مدينة الحسكة من مياه الشرب الذين عددهم حوالي مليون نسمة وكذلك حجز تدفق مياه نهر الفرات باتجاه سورية أملاَ في فرض املاءات سياسية على الشعب السوري مما يتسبب بكوارث انسانية كبيرة بحق السوريين في مناطق الإدارة الذاتية وما سيلحق بهم من ضرر اقتصادي و تنموي وأمراض و أوبئة ولا سيما في زمن جائحة كورونا العالمي اليوم.

فتركيا تتحمل كل المسؤولية القانونية والأخلاقية والإنسانية لكل ما سيلحق ب 5 مليون نسمة نتيجة حرمانهم من حقهم المشروع و حصتهم من المياه لذلك نتوجه من على هذا المنبر اليوم إلى منظمة الأمم المتحدة وكذلك دول التحالف الدولي و كافة المنظمات الحقوقية والإنسانية للضغط على النظام التركي للإفراج عن حصة الشعب السوري في مناطق الإدارة الذاتية من مياه محطه علوك والفرات لتجنب الكوارث المصطنعة من قبل النظام التركي التي ستلحق بهم”.

واختتم المهباش “ما تحدثت عنه هو لمحة موجزة عن أهمية المياه للبشرية بشكل عام و في مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بشكل خاص التي أكرمها الله بنهري الفرات ودجلة اللذين هما مصدر الخير والعطاء في ربوعها ويغرسا النماء في كل أرجائها فكان لزاماً علينا أن نتذكر و نتذاكر كل ذلك في هذا المؤتمر الهام والمميَّز .

الذي تعتز وتفتخر الإدارة الذاتية بتنظيمه ولأول مره لنشر الوعي بقضايا المياه ولتبادل الرؤى حول ادارتها وتنميتها وما نواجهه من ندرة المياه و تأثيرها على الصحة و فرص التنمية و إنني على ثقة في أن مشاركتكم الفعالة سيكون لها أثر بالغ في التوصل إلى مخرجات توضح حقيقه التحديات التي نواجهها.

أشكركم لحرصكم على المشاركة والتواجد معنا اليوم وأتمنى أن ينجح هذا المؤتمر المهم في بلورة افكار عملية من شأنها تعزيز التعاون لخدمة قضايا المياه بشكل عام و في شمال شرق سوريا بشكل خاص”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *